فتنة الوهابیة (کتاب): تفاوت میان نسخه‌ها

=دربارهٔ نویسنده=  

فزعم أن زیارة قبر النبی صلى الله علیه وسلم والتوسل به وبالأنبیاء والأولیاء والصالحین وزیارة قبورهم شرک، وأن نداء النبی صلى الله علیه وسلم عند التوسل بهم شرک، وکذا نداء غیره من الأنبیاء والأولیاء الصالحین عند التوسل بهم شرک، وأن من أسند شیئا لغیر الله ولو على سبیل المجاز العقلی یکون مشرکا نحو نفعنی هذا الدواء، وهذا الولی الفلانی عند التوسل به فی شیء.<br>

وتمسک بأدلة لا تنتج له شیئا من مرامه، وأتى بعبارات مزورة زخرفها ولبَّسَ بها على العوام حتى تبعوه، وألف لهم فی ذلک رسائل حتى اعتقدوا کفر أکثر أهل التوحید، واتصل بأمراء المشرق أهل الدرعیة ومکث عندهم حتى نصروه وقاموا بدعوته وجعلوا ذلک وسیلة إلى تقویة ملکهم واتساعه، وتسلطوا على الأعراب وأهل البوادی حتى تبعوهم وصاروا جندا لهم بلا عوض وصاروا یعتقدون أن من لم یعتقد ما قاله ابن عبدالوهاب فهو کافر مشرک مهدر الدم والمال، وکان ابتداء ظهور أمره سنة ألف ومائة وثلاث وأربعین، وابتداء انتشاره من بعد الخمسین ومائة وألف.<br>

وألف العلماء رسائل کثیرة للرد علیه حتى أخوه الشیخ سلیمان وبقیة مشایخه وکان ممن قام بنصرته وانتشار دعوته من أمراء المشرق محمد بن سعود أمیر الدرعیة وکان من بنی حنیفة قوم مسیلمة الکذاب، ولما مات محمد بن سعود قام بها ولده عبدالعزیز بن محمد بن سعود، وکان کثیر من مشایخ ابن عبدالوهاب بالمدینة یقولون سیضل هذا أو یضل الله به من أبعده وأشقاه فکان الأمر کذلک، وزعم محمد بن عبدالوهاب أن مراده بهذا المذهب الذی ابتدعه إخلاص التوحید والتبری من الشرک وأن الناس کانوا على شرک منذ ستمائة سنة وأنه جدد للناس دینهم وحمل الآیات القرآنیة التی نزلت فی المشرکین على أهل التوحید کقوله تعالى: {ومن أضل ممن یدعو من دون الله من لا یستجیب له إلى یوم القیامة وهم عن دعائهم غافلون} وکقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ینفعک ولا یضرک} وکقوله تعالى: {والذین یدعون من لا یستجیب لهم إلى یوم القیامة} وأمثال هذه الآیات فی القرآن کثیرة، فقال محمد بن عبدالوهاب من استغاث بالنبی صلى الله علیه وسلم أو بغیره من الأنبیاء والأولیاء والصالحین أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشرکین ویدخل فی عموم هذه الآیات، وجعل زیارة قبر النبی صلى الله علیه وسلم وغیره من الأنبیاء والأولیاء والصالحین مثل ذلک، وقال فی قوله تعالى حکایة عن المشرکین فی عبادة الأصنام {ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى} إن المتوسلین مثل هؤلاء المشرکین الذین یقولون {ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى} قال: "فإن المشرکین ما اعتقدوا فی الأصنام أنها تخلق شیئا بل یعتقدون أن الخالق هو الله تعالى بدلیل قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم لیقولن الله} و {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض لیقولن الله} فما حکم الله علیهم بالکفر والإشراک إلا لقولهم لیقربونا إلى الله زلفى فهؤلاء مثلهم".<br>