فتنة الوهابیة (کتاب): تفاوت میان نسخه‌ها

جز (جایگزینی متن - 'عبید الله' به 'عبیدالله')
جز (جایگزینی متن - 'عبد الله' به 'عبدالله')
خط ۳۸: خط ۳۸:
ومما ردوا به علیه فی الرسائل المؤلفة للرد علیه أن هذا استدلال باطل فإن المؤمنین ما اتخذوا الأنبیاء علیهم الصلاة والسلام ولا الأولیاء آلهة وجعلوهم شركاء لله بل إنهم یعتقدون أنهم عبیدالله مخلوقون ولا یعتقدون أنهم مستحقون العبادة. وأما المشركون الذین نزلت فیهم هذه الآیات فكانوا یعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهیة ویعظمونها تعظیم الربوبیة وإن كانوا یعتقدون أنها لا تخلق شیئا، وأما المؤمنون فلا یعتقدون فی الأنبیاء والأولیاء استحقاق العبادة والألوهیة ولا یعظمونهم تعظیم الربوبیة، بل یعتقدون أنهم عباد الله وأحباؤه الذین اصطفاهم واجتباهم وببركتهم یرحم عباده فیقصدون بالتبرك بهم رحمة الله تعالى، ولذلك شواهد كثیرة من الكتاب والسنة. فاعتقاد المسلمین أن الخالق الضار والنافع المستحق العبادة هو الله وحده ولا یعتقدون التأثیر لأحد سواه، وأن الأنبیاء والأولیاء لا یخلقون شیئا ولا یملكون ضرا ولا نفعا وإنما یرحم الله العباد ببركتهم. فاعتقاد المشركین استحقاق أصنامهم العبادة والألوهیة هو الذی أوقعهم فی الشرك لا مجرد قولهم (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله)، لأنهم لما أقیمت علیهم الحجة بأنها لا تستحق العبادة وهم یعتقدون استحقاقها العبادة قالوا معتذرین (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى) فكیف یجوز لابن عبد الوهاب ومن تبعه أن یجعلوا المؤمنین الموحدین مثل أولئك المشركین الذین یعتقدون ألوهیة الأصنام؟!<br>
ومما ردوا به علیه فی الرسائل المؤلفة للرد علیه أن هذا استدلال باطل فإن المؤمنین ما اتخذوا الأنبیاء علیهم الصلاة والسلام ولا الأولیاء آلهة وجعلوهم شركاء لله بل إنهم یعتقدون أنهم عبیدالله مخلوقون ولا یعتقدون أنهم مستحقون العبادة. وأما المشركون الذین نزلت فیهم هذه الآیات فكانوا یعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهیة ویعظمونها تعظیم الربوبیة وإن كانوا یعتقدون أنها لا تخلق شیئا، وأما المؤمنون فلا یعتقدون فی الأنبیاء والأولیاء استحقاق العبادة والألوهیة ولا یعظمونهم تعظیم الربوبیة، بل یعتقدون أنهم عباد الله وأحباؤه الذین اصطفاهم واجتباهم وببركتهم یرحم عباده فیقصدون بالتبرك بهم رحمة الله تعالى، ولذلك شواهد كثیرة من الكتاب والسنة. فاعتقاد المسلمین أن الخالق الضار والنافع المستحق العبادة هو الله وحده ولا یعتقدون التأثیر لأحد سواه، وأن الأنبیاء والأولیاء لا یخلقون شیئا ولا یملكون ضرا ولا نفعا وإنما یرحم الله العباد ببركتهم. فاعتقاد المشركین استحقاق أصنامهم العبادة والألوهیة هو الذی أوقعهم فی الشرك لا مجرد قولهم (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله)، لأنهم لما أقیمت علیهم الحجة بأنها لا تستحق العبادة وهم یعتقدون استحقاقها العبادة قالوا معتذرین (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى) فكیف یجوز لابن عبد الوهاب ومن تبعه أن یجعلوا المؤمنین الموحدین مثل أولئك المشركین الذین یعتقدون ألوهیة الأصنام؟!<br>
===رد دوم===
===رد دوم===
فجمیع الآیات المتقدمة وما كان مثلها خاص بالكفار والمشركین ولا یدخل فیه أحد من المؤمنین. روى البخاری عن عبد الله بن عمر رضی الله عنهما عن النبی صلى الله علیه وسلم فی وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آیات نزلت فی الكفار فحملوها على المؤمنین، وفی روایة عن ابن عمر أیضا أنه صلى الله علیه وسلم قال: "أخوف ما أخاف على أمتی رجل یتأول القرآن بصنعه فی غیر موضعه" فهو وما قبله صادق على هذه الطائفة. ولو كان شىء مما صنعه المؤمنون من التوسل وغیره شركا ما كان یصدر من النبی صلى الله علیه وسلم وأصحابة وسلف الأمة وخلفها.<br>
فجمیع الآیات المتقدمة وما كان مثلها خاص بالكفار والمشركین ولا یدخل فیه أحد من المؤمنین. روى البخاری عن عبدالله بن عمر رضی الله عنهما عن النبی صلى الله علیه وسلم فی وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آیات نزلت فی الكفار فحملوها على المؤمنین، وفی روایة عن ابن عمر أیضا أنه صلى الله علیه وسلم قال: "أخوف ما أخاف على أمتی رجل یتأول القرآن بصنعه فی غیر موضعه" فهو وما قبله صادق على هذه الطائفة. ولو كان شىء مما صنعه المؤمنون من التوسل وغیره شركا ما كان یصدر من النبی صلى الله علیه وسلم وأصحابة وسلف الأمة وخلفها.<br>
===ردیه سوم===
===ردیه سوم===
ففی الأحادیث الصحیحة أنه صلى الله علیه وسلم كان من دعائه: "اللهم إنی أسألك بحق السائلین علیك" وهذا توسل لا شك فیه وكان یعلم هذا الدعاء أصحابه ویأمرهم بالإتیان به، وبسط ذلك طویل مذكور فی الكتب وفی الرسائل التی فی الرد على ابن عبد الوهاب. وصح عنه أنه صلى الله علیه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أم علی رضی الله عنها ألحدها صلى الله علیه وسلم فی القبر بیده الشریفة وقال: "اللهم اغفر لأمی فاطمة بنت أسد ووسع علیها مدخلها بحق نبیك والأنبیاء الذین من قبلی إنك أرحم الراحمین" وصح أنه صلى الله علیه وسلم سأله أعمى أن یرد الله بصره بدعائه فأمره بالطهارة وصلاة ركعتین ثم یقول: "اللهم إنی أسألك وأتوجه إلیك بنبیك محمد نبی الرحمة یا محمد إنی أتوجه بك إلى ربی فی حاجتی لتُقضى اللهمَّ شفّعه فیَّ" ففعل فرد الله علیه بصره، وصح أن آدم علیه السلام توسل بنبینا صلى الله علیه وسلم حین أكل من الشجرة لأنه لما رأى اسمه صلى الله علیه وسلم مكتوبا على العرش وعلى غرف الجنة وعلى جباه الملائكة سأل عنه فقال الله له: هذا ولد من أولادك. فقال اللهم بحرمة هذا الولد ارحم هذا الوالد فنودی یا آدم لو تشفعت إلینا بمحمد فی أهل السماء والأرض لشفعناك. وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضی الله عنه لما استسقى الناس وغیر ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره والتوسل الذی فی حدیث الأعمى قد استعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى الله علیه وسلم وفیه لفظ "یا محمد"، وذلك نداء عند المتوسل. ومن تتبع كلام الصحابة والتابعین یجد شیئا كثیرا من ذلك كقول بلال بن الحارث الصحابی رضی الله عنه عند قبر النبی صلى الله علیه وسلم: "یا رسول الله استسق لأمتك" كالنداء الوارد عن النبی صلى الله علیه وسلم عند زیارة القبور. وممن ألف فی الرد على ابن عبد الوهاب أكبر مشایخه وهو الشیخ محمد بن سلیمان الكردی مؤلف حواشی شرح ابن حجر... <ref>فتنه وهابیت، تالیف: احمد بن زینی دهلان، چاپ افست جدید، حسین حلمی بن سعید استانبولی، ترجمه مؤلف، ص: 3-9.</ref>
ففی الأحادیث الصحیحة أنه صلى الله علیه وسلم كان من دعائه: "اللهم إنی أسألك بحق السائلین علیك" وهذا توسل لا شك فیه وكان یعلم هذا الدعاء أصحابه ویأمرهم بالإتیان به، وبسط ذلك طویل مذكور فی الكتب وفی الرسائل التی فی الرد على ابن عبد الوهاب. وصح عنه أنه صلى الله علیه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أم علی رضی الله عنها ألحدها صلى الله علیه وسلم فی القبر بیده الشریفة وقال: "اللهم اغفر لأمی فاطمة بنت أسد ووسع علیها مدخلها بحق نبیك والأنبیاء الذین من قبلی إنك أرحم الراحمین" وصح أنه صلى الله علیه وسلم سأله أعمى أن یرد الله بصره بدعائه فأمره بالطهارة وصلاة ركعتین ثم یقول: "اللهم إنی أسألك وأتوجه إلیك بنبیك محمد نبی الرحمة یا محمد إنی أتوجه بك إلى ربی فی حاجتی لتُقضى اللهمَّ شفّعه فیَّ" ففعل فرد الله علیه بصره، وصح أن آدم علیه السلام توسل بنبینا صلى الله علیه وسلم حین أكل من الشجرة لأنه لما رأى اسمه صلى الله علیه وسلم مكتوبا على العرش وعلى غرف الجنة وعلى جباه الملائكة سأل عنه فقال الله له: هذا ولد من أولادك. فقال اللهم بحرمة هذا الولد ارحم هذا الوالد فنودی یا آدم لو تشفعت إلینا بمحمد فی أهل السماء والأرض لشفعناك. وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضی الله عنه لما استسقى الناس وغیر ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره والتوسل الذی فی حدیث الأعمى قد استعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى الله علیه وسلم وفیه لفظ "یا محمد"، وذلك نداء عند المتوسل. ومن تتبع كلام الصحابة والتابعین یجد شیئا كثیرا من ذلك كقول بلال بن الحارث الصحابی رضی الله عنه عند قبر النبی صلى الله علیه وسلم: "یا رسول الله استسق لأمتك" كالنداء الوارد عن النبی صلى الله علیه وسلم عند زیارة القبور. وممن ألف فی الرد على ابن عبد الوهاب أكبر مشایخه وهو الشیخ محمد بن سلیمان الكردی مؤلف حواشی شرح ابن حجر... <ref>فتنه وهابیت، تالیف: احمد بن زینی دهلان، چاپ افست جدید، حسین حلمی بن سعید استانبولی، ترجمه مؤلف، ص: 3-9.</ref>