۸۷٬۷۷۵
ویرایش
جز (جایگزینی متن - 'انسانها' به 'انسانها') |
جز (جایگزینی متن - ' صورتها' به ' صورتها') |
||
خط ۱۹۳: | خط ۱۹۳: | ||
وقد أشکل على هذا المقدار فی کلمات المحدث الأسترآبادی بان علم المنطق انما یعصم من ناحیة الصورة وکیفیة الاستدلال لا المادة والقضایا التی تدخل فی الأقیسة. | وقد أشکل على هذا المقدار فی کلمات المحدث الأسترآبادی بان علم المنطق انما یعصم من ناحیة الصورة وکیفیة الاستدلال لا المادة والقضایا التی تدخل فی الأقیسة. | ||
وأجیب عن هذا الإشکال: بان الخطأ لا بد وأن ینتهی إلى الصورة لا المادة بعد معرفة طریقة تولد المعارف البشریة - حسبما یصورها المنطق الصوری - حیث إن الفکر یسیر دائما من معارف أولیة ضروریة هی أساس المعرفة البشریة إلى استنباط معارف نظریة جدیدة بطریقة البرهان والقیاس التی یحدد | وأجیب عن هذا الإشکال: بان الخطأ لا بد وأن ینتهی إلى الصورة لا المادة بعد معرفة طریقة تولد المعارف البشریة - حسبما یصورها المنطق الصوری - حیث إن الفکر یسیر دائما من معارف أولیة ضروریة هی أساس المعرفة البشریة إلى استنباط معارف نظریة جدیدة بطریقة البرهان والقیاس التی یحدد صورتها علم المنطق، فأی خطأ یفترض ان کان فی الصورة فعلم المنطق هو العاصم منه، وان کان فی مادة القیاس فان کانت تلک المادة أولیة فلا مجال لوقوع الخطأ فیها. وان کانت ثانویة مستنتجة فلا محالة تکون مستنتجة من برهان وقیاس فینقل الکلام إلیه حتى ینتهی إلى خطأ یکون فی الصورة لأن المعارف الأولیة لا خطأ فیها بحسب الفرض لکونها ضروریة. وقد اصطلح على المعارف الأولیة فی الفکر البشری بمدرکات العقل الأول وعلى المعارف المستنتجة منها بمدرکات العقل الثانی. ونحن تارة نسلم بهذا التصنیف للمعارف البشریة وطریقة سیر الفکر البشری فیها وأخرى لا نسلم به. | ||
اما لو سلمنا بذلک فیمکن مع ذلک الانتصار للمحدثین فی المقام بان قواعد علم المنطق اما أن تکون جمیعها ضروریة کبرى وتطبیقا أو بعضها لیس ضروریا. اما الأول فواضح البطلان إذ لو کانت کذلک لما وقع خطأ خارجا إذ لا یوجد من یخالف البدیهة والضرورة ولا خطأ فیها بحسب فرض هذا المنهج. وعلى الثانی فان قیل بعدم البداهة فی الکبریات فسوف یقع الخطأ فی نفس العاصم لا محالة، وان قیل بعدم البداهة فی التطبیق احتجنا إلى عاصم فی مرحلة التطبیق ولم تکف مراعاة الکبریات المنطقیة فی عصمة الذهن عن الخطأ وعلم المنطق لا یعطی إلا الکبریات وهذا الکلام أفضل مما ذکره المحدث الأسترآبادی بناء على التصور المدرسی للمعرفة البشریة وطریقة التوالد فیها. | اما لو سلمنا بذلک فیمکن مع ذلک الانتصار للمحدثین فی المقام بان قواعد علم المنطق اما أن تکون جمیعها ضروریة کبرى وتطبیقا أو بعضها لیس ضروریا. اما الأول فواضح البطلان إذ لو کانت کذلک لما وقع خطأ خارجا إذ لا یوجد من یخالف البدیهة والضرورة ولا خطأ فیها بحسب فرض هذا المنهج. وعلى الثانی فان قیل بعدم البداهة فی الکبریات فسوف یقع الخطأ فی نفس العاصم لا محالة، وان قیل بعدم البداهة فی التطبیق احتجنا إلى عاصم فی مرحلة التطبیق ولم تکف مراعاة الکبریات المنطقیة فی عصمة الذهن عن الخطأ وعلم المنطق لا یعطی إلا الکبریات وهذا الکلام أفضل مما ذکره المحدث الأسترآبادی بناء على التصور المدرسی للمعرفة البشریة وطریقة التوالد فیها. |