الجوهر المنظم فی زیارة القبر المکرم (کتاب): تفاوت میان نسخه‌ها

«لمَّا منَّ الله تعالى علی بالأخذ فی أسباب الزیارة التی هی منتهى الآمال، وإلیها محط الرحال، وعلیها تعویل الکمال من الرجال، فی یوم السبت الثامن عشر من شوال، سنة ست وخمسین وتسعمائة، ثم تیسرت تلک الأسباب على خلاف العادة، علمت أن ذلک إذن مشعرٌ بالقبول إن شاء الله تعالى وزیادة، ثم لما وصلت صبیحة الأحد إلى وادی مر الظهران، خطر لی أن أجعل وسیلتی إلى المثول فی تلک الحضرة النبویة تألیفَ کتاب فی ذلک الشأن، مشتملٍ على أحکام الزیارة وفضائلها ومتعلقاتها ودلائلها، مستوفیاً لکل ما یُحتاج إلیه فی ذلک، بأخصر عبارة وأوجز إشارة، وضمنته من جواهر النفائس ونفائس الجواهر ما لا ینبغی لطالب الزیادة أن تفوته معرفته، ولا أن تغرب عنه خبرته، لأنه حینئذ لا یخفى علیه شیء من أمرها فی معظم الأوقات، ولا یحتاج إلى سؤال أحد عن شیء من أحکامها ومتعلقاتها فی أکثر الحادثات، ومن ثم سمیته "الجوهر المنظم فی زیارة القبر الشریف النبوی المکرم" ثم ابتدأت فیه حینئذ مستمداً من الله الکریم الجواد، الذی لیس لواسع نعمه من نفاذ الإمداد والتیسیر والإعانة، والتوفیق لإصابة جادة الصواب والإبانة، وقبول هذه الزیارة وهذا التألیف، والإتحاف بإجابة الطلبات کلها مصحوبة بغایة الإکرام ونهایة الإنعام والتشریف، فإنه بکل خیر کفیل، وهو حسبی ونعم الوکیل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلی العظیم، ورتبته على مقدمة وثمانیة فصول وخاتمة».<br>