۱۸
ویرایش
بدون خلاصۀ ویرایش |
بدون خلاصۀ ویرایش |
||
خط ۶۵: | خط ۶۵: | ||
************************************************************************************************************************* ************************************************************************************************************************* ************************************************************************************************************************ | ************************************************************************************************************************* ************************************************************************************************************************* ************************************************************************************************************************ | ||
'''موقف المدرستين من تحريف القرآن''' القرآن كما وصفه امير المؤمنين عليهالسلام : « ثمّ أنزل عليه( على الرسول صلىاللهعليهوآله وسلم) ـ الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقّده، وبحرا لا يدرك قعره، ومنهاجا لا يضلّ نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوؤه، وفرقانا لا يخمد برهانه، وتبيانا لا تهدم أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزّا لا تهزم أنصاره، وحقّا لا تخذل أعوانه | '''موقف المدرستين من تحريف القرآن''' القرآن كما وصفه امير المؤمنين عليهالسلام : « ثمّ أنزل عليه( على الرسول صلىاللهعليهوآله وسلم) ـ الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقّده، وبحرا لا يدرك قعره، ومنهاجا لا يضلّ نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوؤه، وفرقانا لا يخمد برهانه، وتبيانا لا تهدم أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزّا لا تهزم أنصاره، وحقّا لا تخذل أعوانه<ref>الرضي، السيد محمد، نهج البلاغة، ج1، ص315.</ref> | ||
فالقرآن الكريم هو الكلام المعجز المنزل وحياً على النبي (ص) المكتوب فى المصاحف المنقول منه بالتواتر المتعبد بتلاوته، إلاّ أنه ما زال تثار شبهة التحريف حول ثبوت النص القرآني ويتهم بعض الأطراف بالقول من تحريف القرآن الكريم نظراً لوجود بعض الكلامات هنا وهناك أوالنصوص الرواية الحاكية عن وقوع التحريف في نص القرآني، بينما نجد موقف المدرستين(أهل البيت الاطهارعليه السلام وموفق مدرسة الخلفاء) حول هذه المسئلة حاسمة ويدحض جميع الشبهات المثارة حول تحريف القرآن الكريم، فمصونية القرآن الكريم من التحريف بمعنى الزياده والنقيصة من الأمور التي صرح بها حتىٰ بعض المنصفين من علماء وأساتذة غير المسلمين | فالقرآن الكريم هو الكلام المعجز المنزل وحياً على النبي (ص) المكتوب فى المصاحف المنقول منه بالتواتر المتعبد بتلاوته، إلاّ أنه ما زال تثار شبهة التحريف حول ثبوت النص القرآني ويتهم بعض الأطراف بالقول من تحريف القرآن الكريم نظراً لوجود بعض الكلامات هنا وهناك أوالنصوص الرواية الحاكية عن وقوع التحريف في نص القرآني، بينما نجد موقف المدرستين(أهل البيت الاطهارعليه السلام وموفق مدرسة الخلفاء) حول هذه المسئلة حاسمة ويدحض جميع الشبهات المثارة حول تحريف القرآن الكريم، فمصونية القرآن الكريم من التحريف بمعنى الزياده والنقيصة من الأمور التي صرح بها حتىٰ بعض المنصفين من علماء وأساتذة غير المسلمين.<ref>الصغير، محمد حسين، تاريخ القرآن، ص٩٤، الناشر، دار المؤرّخ العربي.</ref> فضلاً من المسلمين، | ||
فنحن في هذه المقالة نحاول تبيين موقف المدرستين حول هذه المسئلة حتى يتضح للقارء الكريم موقف كلا المدرستين ويتضح من خلال ذلك سلامة النص القرآني من اي نوع من التحريف ومدى مطابقة هذا النص القرآني المثبت فى المصحف الشريف للوحي الذي نزل على الرسول الاعظم(ص). | فنحن في هذه المقالة نحاول تبيين موقف المدرستين حول هذه المسئلة حتى يتضح للقارء الكريم موقف كلا المدرستين ويتضح من خلال ذلك سلامة النص القرآني من اي نوع من التحريف ومدى مطابقة هذا النص القرآني المثبت فى المصحف الشريف للوحي الذي نزل على الرسول الاعظم(ص). | ||
== التحريف لغة وإصطلاحاً == | == التحريف لغة وإصطلاحاً == | ||
=== التحريف لغةً === | === التحريف لغةً === | ||
حرف الشيء : طرفه وجانبه، وتحريفه : إمالته والعدول به عن موضعه إلىٰ طرفٍ أو جانب. قال تعالىٰ : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ الله علىٰ حَرْفٍ | حرف الشيء : طرفه وجانبه، وتحريفه : إمالته والعدول به عن موضعه إلىٰ طرفٍ أو جانب. قال تعالىٰ : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ الله علىٰ حَرْفٍ*<ref>الحج ٢٢ : ١١</ref> قال الزمخشري : أي علىٰ طرفٍ من الدين لا في وسطه وقلبه، وهذا مثلٌ لكونهم علىٰ قلقٍ واضطرابٍ في دينهم، لا علىٰ سكونٍ وطمأنينة.<ref>الزمحشري، محمد، الكشاف ٣ : ١٤٦.</ref> | ||
=== التحريف اصطلاحاً === | === التحريف اصطلاحاً === | ||
أمّا التحريف في الاِصطلاح فله معانٍ كثيرة نذكر البعض منها: | أمّا التحريف في الاِصطلاح فله معانٍ كثيرة نذكر البعض منها: | ||
==== التحريف المعنوي ==== | ==== التحريف المعنوي ==== | ||
: ويراد به حمل اللفظ علىٰ معانٍ بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره، مع مخالفتها للمشهور من تفسيره، وهذا النوع واقع في القرآن، وذلك عن طريق تأويله من غير علم، وهو محرّم بالإجماع | : ويراد به حمل اللفظ علىٰ معانٍ بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره، مع مخالفتها للمشهور من تفسيره، وهذا النوع واقع في القرآن، وذلك عن طريق تأويله من غير علم، وهو محرّم بالإجماع | ||
لقوله صلىالله عليه وآله : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار وهو من التفسير بالرأي المنهي عنه | لقوله صلىالله عليه وآله : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار وهو من التفسير بالرأي المنهي عنه.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١ ص٢٤.</ref> <ref> السيوطي، جلال الدين، الإتقان للسيوطي، ج٤، ص٢١٠.</ref> ، قال رسول الله صلىالله عليه وآله : « من فسَّر القرآن برأيه وأصاب الحق فقد أخطأ وهذا المعنىٰ منحدر عن الأصل اللغوي لتحريف الكلام.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١ ص٤.]</ref> | ||
==== التحريف اللفظي ==== | ==== التحريف اللفظي ==== | ||
: وهو علىٰ أقسام منها | : وهو علىٰ أقسام منها | ||
١ ـ التحريف بالزيادة : بمعنىٰ أنّ بعض الكلمات او الآيات او السور التى فى هذا المصحف الشريف الذي بين أيدينا ليس من الكلام المنزل. | ١ ـ التحريف بالزيادة : بمعنىٰ أنّ بعض الكلمات او الآيات او السور التى فى هذا المصحف الشريف الذي بين أيدينا ليس من الكلام المنزل. | ||
٢ ـ التحريف بالنقص : بمعنىٰ أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا لا يشتمل علىٰ جميع القرآن الذي نزل من السماء، بأنْ يكون قد ضاع بعض القرآن علىٰ الناس إمّا عمداً، أو نسياناً، وقد يكون هذا البعض؛ كلمةً أو آية أو سورة، | ٢ ـ التحريف بالنقص : بمعنىٰ أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا لا يشتمل علىٰ جميع القرآن الذي نزل من السماء، بأنْ يكون قد ضاع بعض القرآن علىٰ الناس إمّا عمداً، أو نسياناً، وقد يكون هذا البعض؛ كلمةً أو آية أو سورة، | ||
والتحريف بهاذين المعنين هو موضوع البحث حيثُ ادّعىٰ البعض وقوعه في القرآن الكريم استناداً إلىٰ قرآئن ضعيفة التى نترك البحث عن مدى تماميتها الى مجالٍ أخر انشا الله | والتحريف بهاذين المعنين هو موضوع البحث حيثُ ادّعىٰ البعض وقوعه في القرآن الكريم استناداً إلىٰ قرآئن ضعيفة التى نترك البحث عن مدى تماميتها الى مجالٍ أخر انشا الله.<ref>الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ج1،</ref> ص٢١٥. | ||
=== المطلب الاول: موقف مدرسة الخلفاء تجاه النص القرآني === | === المطلب الاول: موقف مدرسة الخلفاء تجاه النص القرآني === | ||
اهل السنة والجماعة يعتقدون سلامة القرآن العظيم من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر. | اهل السنة والجماعة يعتقدون سلامة القرآن العظيم من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر. | ||
قال القاضي عياض في بيان موقف مدرسة الخلفاء: وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر " قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله، ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر | قال القاضي عياض في بيان موقف مدرسة الخلفاء: وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر " قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله، ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر.<ref>القاضي، عياض، الشفاء في بيان حقوق المصطفي، ج2، ص 340.</ref> | ||
وقال ابن قدامة في لمعة الاعتقاد : ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر. | وقال ابن قدامة في لمعة الاعتقاد : ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر. | ||
وقال القاضي أبو يعلى: والقرآن ما غُيِّر ولا بُدِّل ولا نُقِص منه، ولا زِيدَ فيه، خلافاً للرافضة القائلين: إن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيب). وقال: إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم، وأجمعوا عليه، ولم ينكر منكر، ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه، ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لا يجوز أن ينكتم في مستقر العادة... ولأنه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه، ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً، فلما لم يفعل ذلك، بل كان يقرؤه ويستعمله، دل على أنه غير مبدل، ولا مغير. | وقال القاضي أبو يعلى: والقرآن ما غُيِّر ولا بُدِّل ولا نُقِص منه، ولا زِيدَ فيه، خلافاً للرافضة القائلين: إن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيب). وقال: إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم، وأجمعوا عليه، ولم ينكر منكر، ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه، ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لا يجوز أن ينكتم في مستقر العادة... ولأنه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه، ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً، فلما لم يفعل ذلك، بل كان يقرؤه ويستعمله، دل على أنه غير مبدل، ولا مغير. | ||
خط ۸۹: | خط ۸۹: | ||
مدرسة الخلفاء بشكل عام يعتقدون سلامة القرآن من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، وذكروا أدلة أهمها: | مدرسة الخلفاء بشكل عام يعتقدون سلامة القرآن من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، وذكروا أدلة أهمها: | ||
==== ا: إستدلال بالآيات القرآنية ==== | ==== ا: إستدلال بالآيات القرآنية ==== | ||
قوله تعالى :إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ | قوله تعالى :إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ*<ref>الحجر، 9.</ref> قال ابن جرير الطبري: قوله تعالى ذكره: ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه، وحدوده، وفرائضه. | ||
وكذا قوله تعالى: { ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز* لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ | وكذا قوله تعالى: { ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز* لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ* <ref>فصلت، 42.</ref> | ||
والمعنى: عَزِيزٌ أي: منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء، ولهذا قال: { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ } أي: لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن، لا بسرقة، ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص، فهو محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه. | والمعنى: عَزِيزٌ أي: منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء، ولهذا قال: { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ } أي: لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن، لا بسرقة، ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص، فهو محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه.<ref>الطبري، ابو جعفر، ج5، ص 481 في ذيل تفسير آية 41 فصلت.</ref> | ||
=== ب: الاستدلال بتواتر القرآن === | === ب: الاستدلال بتواتر القرآن === | ||
والقرآن الكريم نُقل إلينا بالتواتر ترويه الأجيال جيلا عن جيل، من عهد الصحابة على اختلاف بلدانهم وأقطارهم، يحفظه الصغير والكبير، والرجال والنساء، وتتفق مصاحفهم عليه مع اختلاف الأزمان والبلدان. ومثل هذا تقطع العقول بحفظه، ويحصل العلم الضروري به. | والقرآن الكريم نُقل إلينا بالتواتر ترويه الأجيال جيلا عن جيل، من عهد الصحابة على اختلاف بلدانهم وأقطارهم، يحفظه الصغير والكبير، والرجال والنساء، وتتفق مصاحفهم عليه مع اختلاف الأزمان والبلدان. ومثل هذا تقطع العقول بحفظه، ويحصل العلم الضروري به. | ||
=== ج: مناقشة الأدلة المذكورة === | === ج: مناقشة الأدلة المذكورة === | ||
أولاً: بأنّ أستدلّال بالآيات لنفي وقوع التحريف فى القرآن منقوضة بالدور وهواستدلال بشي على نفسه وهو باطل فلابد ان نثبت في مرحلة المسبقة بانّ القرآن قد تم جمعه وتدوينه فى عهد النبي(ص) وما تلاحقه فى زمن بعض الخلفاء ليس الاّ استنساخ من ذلك الاصل فحينئذٍ نسطيع ان نستدل بالآيات القرآنية لاثبات عدم وقوع تحريف في القرآن الكريم، اما على النظرية المشهورة عند اهل السنة التى تذهب الى انّ القرآن فى اول مرة تم جمعه على القراطيس فى عهد الخليفة الاول ابى بكر كما يصرّح به ابن عطية حيث يقول: كان القرآن فى مدة رسول الله(ص) متفرعاً فى صدور الرّجال وقد كتب الناس منه فى صحف وفى جريد وفى لحاف...... فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة .......فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب بعد تعبٍ شديد... بشرط أن يشهد شاهدان على أنه من القرآن ....... | أولاً: بأنّ أستدلّال بالآيات لنفي وقوع التحريف فى القرآن منقوضة بالدور وهواستدلال بشي على نفسه وهو باطل فلابد ان نثبت في مرحلة المسبقة بانّ القرآن قد تم جمعه وتدوينه فى عهد النبي(ص) وما تلاحقه فى زمن بعض الخلفاء ليس الاّ استنساخ من ذلك الاصل فحينئذٍ نسطيع ان نستدل بالآيات القرآنية لاثبات عدم وقوع تحريف في القرآن الكريم، اما على النظرية المشهورة عند اهل السنة التى تذهب الى انّ القرآن فى اول مرة تم جمعه على القراطيس فى عهد الخليفة الاول ابى بكر كما يصرّح به ابن عطية حيث يقول: كان القرآن فى مدة رسول الله(ص) متفرعاً فى صدور الرّجال وقد كتب الناس منه فى صحف وفى جريد وفى لحاف...... فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة .......فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب بعد تعبٍ شديد... بشرط أن يشهد شاهدان على أنه من القرآن ....... <ref>بدرالدين، احمد بن محمد، عقد القاري،ج3ص19.</ref> كذلك يقول القرطبي: كان القرآن فى مدة النبي(ص)متفرقاً فى صدور الرجال وقد كتب الناس منه .......ثو يذكر ما ذكره ابن عطية حذوا ًبحذوٍ <ref>القرطبي، محمد بن احمد، جامع الاحكام للقرآن،ج1، ص49.</ref> فالاستدلال بالآيات القرآنية لنفي التحريف غير سليم. | ||
ثانياً: على هذه النظرية يبقى احتمال وقوع التحريف فى القرآن نقيصتاً( فان من المحتمل عدم إمكان إقامة شاهدين على بعض ماسمع من النبي(ص) فلا يبقي وثوق بعدم النقيصة)وزيادتاً ايضاً (لأنّ حد الإعجاز فى بلاغة القرآن وإن كان يمنع عن الإتيان بمثل سورة من سوره ولكنه لا يمنع من الزيادة عليه بكلمة أو بكلمتين، بل ولا بآية كاملة ولا سيما إذا كانت قصيرة ولو لا هذا الإحتمال لم تكن حاجة إلى شهادة شاهدين،كما فى روايات الجمع( التي يعتمد عليها هذه النظرية) فإن الآية يأتى بها الرجل تثبت نفسها أنها من القرآن أو من غيره وإذن فلا مناص للقائل بالتحريف من القول بالزياده | ثانياً: على هذه النظرية يبقى احتمال وقوع التحريف فى القرآن نقيصتاً( فان من المحتمل عدم إمكان إقامة شاهدين على بعض ماسمع من النبي(ص) فلا يبقي وثوق بعدم النقيصة)وزيادتاً ايضاً (لأنّ حد الإعجاز فى بلاغة القرآن وإن كان يمنع عن الإتيان بمثل سورة من سوره ولكنه لا يمنع من الزيادة عليه بكلمة أو بكلمتين، بل ولا بآية كاملة ولا سيما إذا كانت قصيرة ولو لا هذا الإحتمال لم تكن حاجة إلى شهادة شاهدين،كما فى روايات الجمع( التي يعتمد عليها هذه النظرية) فإن الآية يأتى بها الرجل تثبت نفسها أنها من القرآن أو من غيره وإذن فلا مناص للقائل بالتحريف من القول بالزياده .<ref>الخوئي، السيد ابو القاسم، البيان فى تفسير القرآن’ ص 255.</ref> نعم على نظرية بعض المحققين - اللذين ذهبوا الرأي ذهبوا الى أن القرآن قد تمّ جمعه فى عهد النبي(ص) وكان ترتيبه على ما هو موجود فى المصاحف الآن_ يتم بهذا النحو من الإستدل.<ref> فدا حسين، حليمي، مقالة معنون، آراء علماء التفسير وعلوم القرآن فى تىدوين القرآن وجمعه</ref> | ||
=== المطلب الثاني: موقف مدرسة اهل البيت(ع) تجاه تحريف القرآن === | === المطلب الثاني: موقف مدرسة اهل البيت(ع) تجاه تحريف القرآن === | ||
موقف مدرسة أهل البيت ع من تحريف القرآن الكريم وعدمه هو موقف ائمتهم المعصومين وعلمائهم الخبراء بالمذهب الذين يميّزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه، فاما العلماء فهناك إجماع على عدم وقوع التحريف المتنائع فيه والمبحوث عنه، حيث يقول: الشيخ الصدوق ( ت 381 ) في نفي القول بالتحريف: ( إعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله اللّه علي نبيّه محمد ( ع ) هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة | موقف مدرسة أهل البيت ع من تحريف القرآن الكريم وعدمه هو موقف ائمتهم المعصومين وعلمائهم الخبراء بالمذهب الذين يميّزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه، فاما العلماء فهناك إجماع على عدم وقوع التحريف المتنائع فيه والمبحوث عنه، حيث يقول: الشيخ الصدوق ( ت 381 ) في نفي القول بالتحريف: ( إعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله اللّه علي نبيّه محمد ( ع ) هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة .<ref>المفيد، محمد بن محمد، الاعتقادات للشيخ المفيد ص 84</ref><ref>الصدوق، ابن باويه، اعتقادات الصدوق، ص93.</ref> | ||
وكذلك يقول الشيخ المفيد: ( ت 413 ) : وقد قال جماعة من أهل الإمامة : أنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين ( ع ) من تأويله، وتفسير معانيه علي حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام اللّه تعالي الذي هو القرآن المعجز، وعندي أنّ هذا ا لقول أشبه من مقال من ادّعي نقصان كلم من نفس القرآن علي الحقيقة دون التأويل، واليه أميل، واللّه أسأل توفيفه للصواب | وكذلك يقول الشيخ المفيد: ( ت 413 ) : وقد قال جماعة من أهل الإمامة : أنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين ( ع ) من تأويله، وتفسير معانيه علي حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام اللّه تعالي الذي هو القرآن المعجز، وعندي أنّ هذا ا لقول أشبه من مقال من ادّعي نقصان كلم من نفس القرآن علي الحقيقة دون التأويل، واليه أميل، واللّه أسأل توفيفه للصواب.<ref>علم الهدى، السيد مرتضى، أوائل المقالات، ص 54 - 56 .</ref> وكذلك يقول: الشريف المرتضي ( ت 436 ) : إنّ القرآن كان علي عهد رسول اللّه ( ص ) مجموعاً مؤلّفاً علي ما هو عليه الآن . . . من خالف في ذلك من الإماميّة والحشويّة لا يعتدّ بخلافهم، فإنّ الخلاف في ذلك مضاف إلي قوم من أصحاب الحديث، نقلوا أخبارا ضعيفة ظنّوا بصحّتها، لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع علي صحّته وكذلك يقول الشيخ الطوسي: ( ت 460 ) : وأمّا الكلام في زيادته ونقصانه، فممّا لا يليق به أيضاً، لأنّ الزيادة فيه مجمع علي بطلانها، والنقصان منه، فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا. <ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، ج1، ص3 .</ref>. وكذلك قال العلّامة الحلي: ( ت 627 ) : الحق أنّه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه، وأنّه لم يزد ولم ينقص ونعوذ باللّه من أمّة تعتقد مثل ذلك، فإنّه يوجب التطرّق إلي معجزة الرسول ( ص ) المنقولة بالتواتر.<ref>الحلي، ابن المطهر، أجوبة المسائل المهناوية، ص121.</ref> فهذا هو موقف أساطين العلماء من مدرسة أهل البيت عليهم السلام. | ||
=== أدلّة نفي التحريف عند مدرسة أهل البيت ع === | === أدلّة نفي التحريف عند مدرسة أهل البيت ع === | ||
ذكرت ادلة كثيرة لإثبات نفي تحريف القرآن الكريم من أهممها: | ذكرت ادلة كثيرة لإثبات نفي تحريف القرآن الكريم من أهممها: | ||
=== موقف أهل بيت الاطهار تجاه القرآن الكريم=== | === موقف أهل بيت الاطهار تجاه القرآن الكريم=== | ||
ويتم تبيين ذلك في ضمن نقاط: | ويتم تبيين ذلك في ضمن نقاط: | ||
==== 1: إمضاء اهل البيت عليهمالسلام للقرآن الموجود فى عصرهم ==== | ==== 1: إمضاء اهل البيت عليهمالسلام للقرآن الموجود فى عصرهم ==== | ||
فلو حصل التحريف في زمن الصحابة بعد وفاة الرسول(ص) لم يكن يسع أمير المؤمنين عليهالسلام والسيدة خيرة النساء والخيرة من صحابة الرسول صلىالله عليه وآله وسلم السكوت علىٰ هذا الأمر الخطير الذي يمسّ أساس الإسلام، ولكان علىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام وسائر الصحابة أن يُظْهِروا القرآن الحقيقي، ويبيّنوا مواضع التحريف في هذا الموجود وإن حدث ما حدث، لكنّنا لم نجد ذكراً لذلك، لا في خطبة أمير المؤمنين عليهالسلام المعروفة بالشقشقية، ولا في غيرها من خُطَبهِ وكلماته وكتبه التي اعترض بها علىٰ من تقدّمه، ولا في خطبة الزهراء عليهاالسلام المعروفة بمحضر أبي بكر، كما لم نجد أحداً من الصحابة أو من غيرهم، قد طالبهما بارجاع القرآن إلىٰ أصله الذي كان يُقْرَأ به في زمان النبي صلىاللهعليه وآله وسلم أو نبّه علىٰ حدوث التحريف ومواطنه،. فكيف صحّ من امير المومنين عليهالسلام أن يهمل هذا الامر الخطير، وهو الذي أصرّ علىٰ إرجاع القطائع التي أقطعها عثمان، وقال في خطبةٍ له عليهالسلام : « والله لو وجدته قد تُزوِّج به النساء ومُلِك به الإماء لرددته، فانّ في العدل سَعَة، ومن ضاق عليه العدل | فلو حصل التحريف في زمن الصحابة بعد وفاة الرسول(ص) لم يكن يسع أمير المؤمنين عليهالسلام والسيدة خيرة النساء والخيرة من صحابة الرسول صلىالله عليه وآله وسلم السكوت علىٰ هذا الأمر الخطير الذي يمسّ أساس الإسلام، ولكان علىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام وسائر الصحابة أن يُظْهِروا القرآن الحقيقي، ويبيّنوا مواضع التحريف في هذا الموجود وإن حدث ما حدث، لكنّنا لم نجد ذكراً لذلك، لا في خطبة أمير المؤمنين عليهالسلام المعروفة بالشقشقية، ولا في غيرها من خُطَبهِ وكلماته وكتبه التي اعترض بها علىٰ من تقدّمه، ولا في خطبة الزهراء عليهاالسلام المعروفة بمحضر أبي بكر، كما لم نجد أحداً من الصحابة أو من غيرهم، قد طالبهما بارجاع القرآن إلىٰ أصله الذي كان يُقْرَأ به في زمان النبي صلىاللهعليه وآله وسلم أو نبّه علىٰ حدوث التحريف ومواطنه،. فكيف صحّ من امير المومنين عليهالسلام أن يهمل هذا الامر الخطير، وهو الذي أصرّ علىٰ إرجاع القطائع التي أقطعها عثمان، وقال في خطبةٍ له عليهالسلام : « والله لو وجدته قد تُزوِّج به النساء ومُلِك به الإماء لرددته، فانّ في العدل سَعَة، ومن ضاق عليه العدل <ref>الرضي، السيد محمد، نهج البلاغة، ج1، ص51.</ref> | ||
مع أنّ ذلك أقلّ أهمية وخطورة من أمر تحريف القرآن بكثير ؟! إذن فإمضاؤه عليهالسلام للقرآن الموجود في عصره دليلٌ قاطعٌ علىٰ عدم وقوع التحريف فيه. | مع أنّ ذلك أقلّ أهمية وخطورة من أمر تحريف القرآن بكثير ؟! إذن فإمضاؤه عليهالسلام للقرآن الموجود في عصره دليلٌ قاطعٌ علىٰ عدم وقوع التحريف فيه. | ||
==== 2: الأمر بعرض الحديث على الكتاب ==== | ==== 2: الأمر بعرض الحديث على الكتاب ==== | ||
من الوقع التاريخي أنّ الائمة كانوا يامرون أتباعهم دائماً بعرض الحديث علىٰ الكتاب، ليُعرَف بذلك الصحيح منه فيُؤخذ به، والسقيم فيُتْرَك ويُعْرَض عنه، وهي كثيرة، منها : حديث الإمام الصادق (ع)، قال:« خطب النبي صلىالله عليه وآله بمنىٰ فقال : أيُّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قُلتُه، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقُله | من الوقع التاريخي أنّ الائمة كانوا يامرون أتباعهم دائماً بعرض الحديث علىٰ الكتاب، ليُعرَف بذلك الصحيح منه فيُؤخذ به، والسقيم فيُتْرَك ويُعْرَض عنه، وهي كثيرة، منها : حديث الإمام الصادق (ع)، قال:« خطب النبي صلىالله عليه وآله بمنىٰ فقال : أيُّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قُلتُه، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقُله <ref>.الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج١ ص69.</ref> وعنه أيضاً بسندٍ صحيح، قال عليهالسلام : « إذا ورد عليكم حديثان مختلفان، فأعرضوهما علىٰ كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردّوه.<ref>الحر العاملي، محمد بن الحسن، الوسائل، ج٢٧ ، ص١١٨ / ٦٢ ، ٣٣٣].</ref> | ||
وهذه القاعدة تتنافىٰ تماماً مع احتمال التحريف في كتاب الله، لأنّ المعروض عليه يجب أن يكون مقطوعاً به، لأنّه المقياس الفارق بين الحقّ والباطل، فلا موضع للشكّ في نفس المقياس، ولولا أنّ سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان والزياده منذ عصر الرسالة الأوّل وإلىٰ الأبد، لما كانت هذه القاعدة، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها. | وهذه القاعدة تتنافىٰ تماماً مع احتمال التحريف في كتاب الله، لأنّ المعروض عليه يجب أن يكون مقطوعاً به، لأنّه المقياس الفارق بين الحقّ والباطل، فلا موضع للشكّ في نفس المقياس، ولولا أنّ سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان والزياده منذ عصر الرسالة الأوّل وإلىٰ الأبد، لما كانت هذه القاعدة، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها. | ||
==== 3: اهتمام أهل البيت عليهم السلام بالقرآن الكريم ==== | ==== 3: اهتمام أهل البيت عليهم السلام بالقرآن الكريم ==== | ||
خط ۱۱۹: | خط ۱۱۷: | ||
صريح جملة من الأحاديث الواردة عن أئمّة أهل البيت، أنهم عليهم السلام كانوا يعتقدون أنّ هذا القرآن الموجود هو النازل من عند الله سبحانه على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهذه الأحاديث كثيرة ننقل هنا بعضها: | صريح جملة من الأحاديث الواردة عن أئمّة أهل البيت، أنهم عليهم السلام كانوا يعتقدون أنّ هذا القرآن الموجود هو النازل من عند الله سبحانه على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهذه الأحاديث كثيرة ننقل هنا بعضها: | ||
===== 1: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ===== | ===== 1: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ===== | ||
...كتاب ربّكم فيكم، مبيّناً حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصّه وعامّه، وعبره وأمثاله، ومرسله ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه، مفسّراً مجمله، ومبيّناً غوامضه، بين مأخوذ ميثاق في علمه، وموسّع على العباد في جهله، وبين مثبت في الكتاب فرضه، ومعلوم في السنّة نسخه، وواجب في السنّة أخذه، ومرخّص في الكتاب تركه، وبين واجب بوقته، وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه، من كبير أوعد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه، وبين مقبوله في أدناه، موسّع في أقصاه. | ...كتاب ربّكم فيكم، مبيّناً حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصّه وعامّه، وعبره وأمثاله، ومرسله ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه، مفسّراً مجمله، ومبيّناً غوامضه، بين مأخوذ ميثاق في علمه، وموسّع على العباد في جهله، وبين مثبت في الكتاب فرضه، ومعلوم في السنّة نسخه، وواجب في السنّة أخذه، ومرخّص في الكتاب تركه، وبين واجب بوقته، وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه، من كبير أوعد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه، وبين مقبوله في أدناه، موسّع في أقصاه. <ref>الرضي، السيد محمد، نهج البلاغة، 1، ص 44 .</ref> | ||
===== 2: قال الإمام الصادق عليه السلام ===== | ===== 2: قال الإمام الصادق عليه السلام ===== | ||
عن علي بن سالم عن أبيه قال : « سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام فقلت له يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : هو كلام الله، وقول الله، وكتاب الله، ووحي الله وتنزيله، وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[الصدوق، ابن بابويه، الأمالي، ص 51 | عن علي بن سالم عن أبيه قال : « سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام فقلت له يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : هو كلام الله، وقول الله، وكتاب الله، ووحي الله وتنزيله، وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[<ref>الصدوق، ابن بابويه، الأمالي، ص 51.</ref> | ||
===== 2: قال الإمام الرضا عليه السلام ===== | ===== 2: قال الإمام الرضا عليه السلام ===== | ||
عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السّلام يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : كلام الله، لا تتجاوزوه، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا | عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السّلام يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : كلام الله، لا تتجاوزوه، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا .<ref>الصدوق، ابن بابويه، عيون أخبار الرضا ، ج2 ، ص57</ref> . | ||
=== الدليل الثاني: نفي التحريف بتدوين القرآن في عهد النبوّي === | === الدليل الثاني: نفي التحريف بتدوين القرآن في عهد النبوّي === | ||
على أساس النظرية المعروفه لدى مدرسة اهل البيت: التي تقول بأنّ اول من جمع القرآن وقام بتنظيم آياته وأثبتها فى مواضعها المرادة للّله عزوجل هو الرسول الأعظم(ص) فهو الذي بدرايته وحفظه أتم السور ورتبها وأشرف عليها مملياً ومستكتباً أمراً الناس بكتابته والقيام بحفظه والإشتغال بنسخه وما أرجأء آية نزلت ولا كلمة إلى زمن أتٍ لتكتب ولا لمقام آخر لتدون وما اعتمد على أمته فى هذا الدور الخطير الذي يحتاج الى تسديد مباشر من الوحي القائل بهذه النظرية هو جمهور الشيعة وكثيرُ من علماء محققين أهل السنة[حليمي، فدا حسين، مقاله عنواه (أراء علما ء التفسير وعلوم القرآن فى تدوين القرآن وجمعه)] وذكروا فى ذلك وجوه متعددة منها: | على أساس النظرية المعروفه لدى مدرسة اهل البيت: التي تقول بأنّ اول من جمع القرآن وقام بتنظيم آياته وأثبتها فى مواضعها المرادة للّله عزوجل هو الرسول الأعظم(ص) فهو الذي بدرايته وحفظه أتم السور ورتبها وأشرف عليها مملياً ومستكتباً أمراً الناس بكتابته والقيام بحفظه والإشتغال بنسخه وما أرجأء آية نزلت ولا كلمة إلى زمن أتٍ لتكتب ولا لمقام آخر لتدون وما اعتمد على أمته فى هذا الدور الخطير الذي يحتاج الى تسديد مباشر من الوحي القائل بهذه النظرية هو جمهور الشيعة وكثيرُ من علماء محققين أهل السنة[حليمي، فدا حسين، مقاله عنواه (أراء علما ء التفسير وعلوم القرآن فى تدوين القرآن وجمعه)] وذكروا فى ذلك وجوه متعددة منها: | ||
خط ۱۳۵: | خط ۱۳۳: | ||
النبى(ص)كان يعيش مع الامة فى آمالها وآلامها ومنطلقاتها وحاجاتها وكذلك كان يدرك بالظرف المحيطة بتكونها والإخطار التى تهددها وكان يعرف بتاريخ الرسالات الإلهية ونهايتها على يد المزورين والحرّفين وتجار الدين والقرأن يصرح بذلك . | النبى(ص)كان يعيش مع الامة فى آمالها وآلامها ومنطلقاتها وحاجاتها وكذلك كان يدرك بالظرف المحيطة بتكونها والإخطار التى تهددها وكان يعرف بتاريخ الرسالات الإلهية ونهايتها على يد المزورين والحرّفين وتجار الدين والقرأن يصرح بذلك . | ||
===== 4: توّفر إمكانات الازمة للتدوين والتأليف ===== | ===== 4: توّفر إمكانات الازمة للتدوين والتأليف ===== | ||
فهذه العناصر- هي عبارة عن اهميةالقرآن الكريم والخطرفى تعرضه للتحريف بدون التدوين وإدراك النبي (ص)لهذا الاخطر ووجود امكانات التدوين- تفيدنا اليقين بان القرآن الكريم قد تم تدوينه وترتيبه فى عهد النبي (ص)نفسه.[ علوم القرآن | فهذه العناصر- هي عبارة عن اهميةالقرآن الكريم والخطرفى تعرضه للتحريف بدون التدوين وإدراك النبي (ص)لهذا الاخطر ووجود امكانات التدوين- تفيدنا اليقين بان القرآن الكريم قد تم تدوينه وترتيبه فى عهد النبي (ص)نفسه.[<ref>السيد باقر الحكيم، علوم القرآن ص105 ط الرابع مجمع الفكر الإسلامي ،1419ه ق.</ref> | ||
==== الوجه الثاني: وجود التدوين فى عصر الجاهلية ==== | ==== الوجه الثاني: وجود التدوين فى عصر الجاهلية ==== | ||
أنّ العرب فى الجاهلية كانوا يهتمون اهتماماً كبيراً فى تقيّد المأثور الديني فهى حديث سويدبن الصامت انه قال لرسول الله(ص) لعل الذي معك مثل الذي معي فقال وما الذي معك؟ قال مجلة لقمان،فقال رسول الله إعرضها عليّ فعرض عليه،فقال له أن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله تعالى هو هدي ونور | أنّ العرب فى الجاهلية كانوا يهتمون اهتماماً كبيراً فى تقيّد المأثور الديني فهى حديث سويدبن الصامت انه قال لرسول الله(ص) لعل الذي معك مثل الذي معي فقال وما الذي معك؟ قال مجلة لقمان،فقال رسول الله إعرضها عليّ فعرض عليه،فقال له أن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله تعالى هو هدي ونور. <ref>ابن هشام، احمد بن محمد، السيرة النبوية، ج 2 ، ص48.</ref> | ||
وإذا كان اهتمام العرب فى الجاهلية بمثل هذا المستوى عن الجمع والتدين للمواريث الثقافي فكيف ؟يكون اهتمامها بالقرآن والنبي يدعوهم الى حفظه ومدارسته مساءً وغداءً . | وإذا كان اهتمام العرب فى الجاهلية بمثل هذا المستوى عن الجمع والتدين للمواريث الثقافي فكيف ؟يكون اهتمامها بالقرآن والنبي يدعوهم الى حفظه ومدارسته مساءً وغداءً . | ||
==== الوجه الثالث: الآثارو روايات كثيرة تأيّد هذه النظرية ==== | ==== الوجه الثالث: الآثارو روايات كثيرة تأيّد هذه النظرية ==== | ||
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لِعَلِيٍّ:يَا عَلِيُّ الْقُرْآنُ خَلْفَ فِرَاشِي فِي الصُّحُفِ- وَ الْحَرِيرِ وَ الْقَرَاطِيسِ فَخُذُوهُ وَ اجْمَعُوهُ- وَ لَا تُضَيِّعُوهُ كَمَا ضَيَّعَتِ الْيَهُودُ التَّوْرَاةَ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ ع فَجَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ أَصْفَرَ- ثُمَّ خَتَمَ عَلَيْهِ فِي بَيْتِهِ وَ قَالَ: لَا أَرْتَدِي حَتَّى أَجْمَعَهُ- فَإِنَّهُ كَانَ الرَّجُلُ لَيَأْتِيهِ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ حَتَّى جَمَعَهُ، قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مَا اخْتَلَفَ اثْنَان | عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لِعَلِيٍّ:يَا عَلِيُّ الْقُرْآنُ خَلْفَ فِرَاشِي فِي الصُّحُفِ- وَ الْحَرِيرِ وَ الْقَرَاطِيسِ فَخُذُوهُ وَ اجْمَعُوهُ- وَ لَا تُضَيِّعُوهُ كَمَا ضَيَّعَتِ الْيَهُودُ التَّوْرَاةَ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ ع فَجَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ أَصْفَرَ- ثُمَّ خَتَمَ عَلَيْهِ فِي بَيْتِهِ وَ قَالَ: لَا أَرْتَدِي حَتَّى أَجْمَعَهُ- فَإِنَّهُ كَانَ الرَّجُلُ لَيَأْتِيهِ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ حَتَّى جَمَعَهُ، قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مَا اخْتَلَفَ اثْنَان.<ref>قمى، على بن ابراهيم، تفسير القمي، 2جلد، ص 145 دار الكتاب - قم، چاپ: سوم، 1404ق.</ref> | ||
هذه الرواية وامثالها تدل بالوضوح بانّ القرآن قد جمع بيد امير المؤمنين (ع) فى عهد النبي (ص) لا بعد وفاته(ص) | هذه الرواية وامثالها تدل بالوضوح بانّ القرآن قد جمع بيد امير المؤمنين (ع) فى عهد النبي (ص) لا بعد وفاته(ص) | ||
==== الوجه الرابع:الدليل العقلى ==== | ==== الوجه الرابع:الدليل العقلى ==== | ||
لا شك انّ جمع القرآن بشكل المدون كان من أهم الواجبات لأنّ فيه حفظ اصلها من الضياع وحفظ ترتيبها ونظمها من الختلاف مع انه كان من اعظم معجزات النبي (ص) واتمّ الدلاإل على صدق النبوة واساس الشريعة واخذ الأحكام الألهية مع ملازمة امير المومنين (ع) وباقى خيار الصحابة لخدمته ليلاً ونهاراً فالمتأمل المنصف يقطع بوقوع الجمع متدرجاً بتدرج النزول بامر النبي(ص) وخط امير المومنين(ص) على اقل التقدير[النهاوندي، محمد، نفحات الرحمن، ج1، ص8.] وهناك كثير من المحقيقن ذكروا ادلة كثيرة لا نذكرها خوفاً من الإطالة فليراجع | لا شك انّ جمع القرآن بشكل المدون كان من أهم الواجبات لأنّ فيه حفظ اصلها من الضياع وحفظ ترتيبها ونظمها من الختلاف مع انه كان من اعظم معجزات النبي (ص) واتمّ الدلاإل على صدق النبوة واساس الشريعة واخذ الأحكام الألهية مع ملازمة امير المومنين (ع) وباقى خيار الصحابة لخدمته ليلاً ونهاراً فالمتأمل المنصف يقطع بوقوع الجمع متدرجاً بتدرج النزول بامر النبي(ص) وخط امير المومنين(ص) على اقل التقدير[النهاوندي، محمد، نفحات الرحمن، ج1، ص8.] وهناك كثير من المحقيقن ذكروا ادلة كثيرة لا نذكرها خوفاً من الإطالة فليراجع <ref>الخوئي، ابوالقاسم، البيان فى تفسير القرآن</ref> اذاً مع وجود هذه الادلة نقطع بانّ القرآن قد تم جمعه على عهد النبي الاكرم(ص)وهذا يُسقِط جميع مزاعم القائلين بالتحريف والتغيير، وما تذرّعوا به من أنّ كيفية جمع القرآن ومراحل ذلك الجمع، تستلزم في العادة وقوع هذا التحريف والتغيير فيه. وعليه فالتحريف في زمان النبي صلىاللهعليه وآله وسلم فهو غير معقول بعد أن كان يشرف بنفسه علىٰ كتابته وحفظه وتعليمه،وجمعه ويُعْرَض عليه مرات عديدة. | ||
=== الدليل الثالث: الإستدلال بالآيات القرآنية === | === الدليل الثالث: الإستدلال بالآيات القرآنية === | ||
استدل بعدة من الآيات الذكر الحكيم منها: | استدل بعدة من الآيات الذكر الحكيم منها: | ||
==== ا: تكفّل الله تعالىٰ بحفظ القرآن الكريم ==== | ==== ا: تكفّل الله تعالىٰ بحفظ القرآن الكريم ==== | ||
لم يتّفق لأمرٍ تاريخي من بداهة البقاء مثلما اتّفق للقرآن الكريم، فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي تعهّدت المشيئة الإلٰهية ببقائه مصوناً من تلاعب أهل الاهواء ومن التحريف وإلىٰ الأبد حيثُ قال تعالىٰ : إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ | لم يتّفق لأمرٍ تاريخي من بداهة البقاء مثلما اتّفق للقرآن الكريم، فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي تعهّدت المشيئة الإلٰهية ببقائه مصوناً من تلاعب أهل الاهواء ومن التحريف وإلىٰ الأبد حيثُ قال تعالىٰ : إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ*<ref>الحجر : ٩</ref> فالمراد بالذكر ـ كما يقول المفسّرون في هذه الآية : القرآن الكريم، وصيانة القرآن من التحريف من أبرز مصاديق الحفظ المُصرّح به في هذه الآية، ولولا أن تكفّل الله تعالىٰ بحفظ القرآن الكريم وصيانته عن الزيادة والنقصان لدُسّ فيه ما ليس منه، كما دُسّ في الكتب المتقدّمة المنزلة من عند الله، فلم يبقَ فيها سوىٰ مادخل عليها من ركيك الكلام وباطل القول، ولكن الكتاب الكريم قد نفىٰ كلّ غريب، وسلم من الشوائب والدخل، فلم يبق إلّا كلام الربّ سليماً صافياً محفوظا | ||
==== ب: نفي الباطل بجميع أقسامه ==== | ==== ب: نفي الباطل بجميع أقسامه ==== | ||
القرآن ينفي الباطل بجميع أقسامه عن نفسه بصريح آياته منها: وَإنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ * لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ | القرآن ينفي الباطل بجميع أقسامه عن نفسه بصريح آياته منها: وَإنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ * لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ .<ref>فصلت ٤١ : ٤١ ـ ٤٢</ref> والتحريف من أظهر مصاديق الباطل المذكور في الآية، وعليه فالقرآن مصونٌ عن التحريف وعن أن تناله يد التغيير منذ نزوله وإلى يوم القيامة، لأنّه تنزيلٌ من لدن حكيم حميد، ويشهد لدخول التحريف في الباطل | ||
الذي نفته الآية عن الكتاب، أنّ الآية وصفت الكتاب بالعِزّة، وعزّة الشيء تقتضي المحافظة عليه من التغيير والضياع والتلاعب، ومن التصرف فيه بما يشينه ويحطّ من كرامته وإلىٰ الأبد. | الذي نفته الآية عن الكتاب، أنّ الآية وصفت الكتاب بالعِزّة، وعزّة الشيء تقتضي المحافظة عليه من التغيير والضياع والتلاعب، ومن التصرف فيه بما يشينه ويحطّ من كرامته وإلىٰ الأبد. | ||
وكل هذا الذي ذكرنا دليل واضح على أنّ القرآن الموجود بين أيدينا هو نفس القرآن الذي كان بين يدي الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم على عهده فما بعد، من غير زيادة ولا نقصان. | وكل هذا الذي ذكرنا دليل واضح على أنّ القرآن الموجود بين أيدينا هو نفس القرآن الذي كان بين يدي الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم على عهده فما بعد، من غير زيادة ولا نقصان. | ||
خط ۱۶۲: | خط ۱۶۰: | ||
{{المراجع}} | {{المراجع}} | ||
==المصدر== | ==المصدر== | ||
1: قرآن كريم. | *1: قرآن كريم. | ||
2: نهج البلاغة. | *2: نهج البلاغة. | ||
3: قمى، على بن ابراهيم، تفسير القمي، دار الكتاب - قم، طبع: سوم، 1404ق. | *3: قمى، على بن ابراهيم، تفسير القمي، دار الكتاب - قم، طبع: سوم، 1404ق. | ||
4: الصافى،الفيض الكاشانى،موسسة العلمي للمطبوعات بيروت | *4: الصافى،الفيض الكاشانى،موسسة العلمي للمطبوعات بيروت | ||
*5: القرطبي، احمدبن محمد، جامع الاحكام للقرآن،القرطبي،دار احياءالتراث العربي بيروت. | |||
6 :الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، مؤسسة آل البيت عليهم السلام: قم: 1409 ق | *6 :الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، مؤسسة آل البيت عليهم السلام: قم: 1409 ق | ||
7: الصدوق، ابن بابويه، الأمالي( للصدوق)، كتابچى: تهران: 1376 ش | *7: الصدوق، ابن بابويه، الأمالي( للصدوق)، كتابچى: تهران: 1376 ش | ||
*8: الكلينى، محمد بن يعقوب ا،لكافي، دار الكتب الإسلامية، تهران، 1407 ق | |||
9: ملا حويش، عبد القادر، بيان المعاني، دار احياءالتراث العربي بيروت. | *9: ملا حويش، عبد القادر، بيان المعاني، دار احياءالتراث العربي بيروت. | ||
10: الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان، موسسة اسماعليان ط3 قم . | *10: الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان، موسسة اسماعليان ط3 قم . | ||
11: آمدي، سيف الدين، الإحكام في أصول الأحكام ط دار الكتب العلمية | *11: آمدي، سيف الدين، الإحكام في أصول الأحكام ط دار الكتب العلمية | ||
12: جمع من المئلفين، علوم القرآن عند المفسيرن، مركزاالثقافة والمعارف،مكتب الاعلام ط1 1374 ش | *12: جمع من المئلفين، علوم القرآن عند المفسيرن، مركزاالثقافة والمعارف،مكتب الاعلام ط1 1374 ش | ||
*13: ابن هشام، ابو محمد، سيرة النبوية، دار الكتاب العلمية، بيروت. | |||
*14. الصغير، محمد حسين، تأريخ القرآن، ط دار المؤرخ العربي، بيروت . | |||
*15: البحراني، هاشم، البرهان فى تفسير القرآن،ا مطبع موسسة اسماعليان ط3. | |||
*16: الحكيم محمد باقر، علوم القرآن، ط الرابع مجمع الفكر الإسلامي،1419ه ق. | |||
*17:الطبرسي، محمد بن الحسن، مجمع البيان فى تفسير القرآن، دار المعرفة للطباعة. | |||
*18:الكوراني، علي، تدوين القرآن، دار القرآن ط الاولى،1418 ق . | |||
*19: النهاوندي، محمد بن عبد الرحمان، نفحات الرحمن، ،مطبعة علمي تهران. | |||
*20: الوجدي، محمد فريد، صفوة العرفان فى تفسير القرآن، مطبعة الواعظ. | |||
*21:العلائي، صادق، إعلام الخلف، مركز الىفاق للدراسات ط الاولى 1425 ق | |||
*22: الصدوق، ابن بابويه، عيون أخبار الرضا عليه السلام ؛ مطبع نشر جهان تهران 1378 ق. | |||
[[تصنيف: الموضوعات القرآنية]] | [[تصنيف: الموضوعات القرآنية]] | ||
[[تصنيف:المباحث المقارنة]] [[تصنيف: الموضوعات الدينية]] [[تصنيف:الشبهات والردود]] | [[تصنيف:المباحث المقارنة]] [[تصنيف: الموضوعات الدينية]] [[تصنيف:الشبهات والردود]] |
ویرایش